أكد سلمان عبدالله، نائب الرئيس التنفيذي، قطاع الصحة والسلامة والأمن والبيئة والجودة وتطوير الأعمال في «الإمارات العالمية للألمنيوم» أن الممارسات الخضراء والناجحة، التي حققتها صناعة الألمنيوم في مجال الاستدامة تعد أحد النماذج المضيئة المتفردة، التي نجحت الإمارات في تحقيقها
وقال في تصريحات لـ«البيان»: سيجتمع العالم في مؤتمر «كوب 28» في دبي هذا العام، بهدف مناقشة تداعيات تغير المناخ، والاتفاق على سبل، لتخفيف هذه المشكلة، ونعتقد أن الالتزام بمقررات المؤتمر لن يكون له تأثير إيجابي على كوكب الأرض فحسب، بل سيكون له فوائد اقتصادية كذلك.
حيث ستتعاون الهيئات والشركات المختصة من القطاعين الحكومي والخاص، لتطوير صناعات وتقنيات ومهارات ووظائف جديدة، تقوم على الابتكار والتكنولوجيا والعلوم.
وهذا سيخلق المزيد من الازدهار في المنطقة، وأعتقد أن الوقت قد حان لنكون استراتيجيين في شراكاتنا بين القطاعين العام والخاص، كي نضمن أن تعزز الإمارات ريادتها في مجال الاستدامة على مستوى العالم، تنفيذاً لرؤية دولتنا وقيادتها الحكيمة.
استدامة
وقال سلمان عبدالله: إن مفاهيم ومبادئ الاستدامة هي أمر أساسي في النجاح، الذي تحققه الشركة، ونحاول دائماً تطبيق معايير الاستدامة في كل عملياتنا في الشركة، خصوصاً أننا نؤمن بأن الصناعات، التي تقوم على معدن الألمنيوم تلعب دوراً حيوياً لوصول المجتمعات إلى مستقبل أكثر استدامة.
وأضاف: إن الألمنيوم يتميز بخفة الوزن والمتانة، كما أنه موصل جيد للحرارة والكهرباء، وقابل لإعادة التدوير بلا حدود، وتجعل هذه الخصائص من الألمنيوم مكوناً مثالياً لمجموعة كبيرة من المنتجات من السيارات الكهربائية والبنية التحتية إلى توصيل الطاقة المتجددة إلى المنازل.
وهذا ما جعل المعهد العالمي للألمنيوم يتوقع نمو الطلب على الألمنيوم بنسبة، تتراوح ما بين 50 إلى 80% بحلول 2050، ولتتمكن مجتمعاتنا من الاستفادة القصوى من الألمنيوم علينا ضمان استدامة هذا المعدن، خلال المستقبل المنظور والبعيد.
وأضاف: إننا في الشركة نولي أهمية كبيرة لجميع جوانب الاستدامة، فشركتنا اليوم عضو في «مبادرة رعاية الألمنيوم»، وهي منظمة عالمية غير ربحية، تجمع تحت مظلتها أكبر الشركات العالمية الرائدة بقطاعات التعدين وسبك المعادن والمستخدمين النهائيين مثل مجموعة «أبل» و«نسبرسو»، ومنظمات المجتمع المدني، وأفراد المجتمع عموماً، وتعمل على التشاور مع تلك الجهات، ووضع معايير لما يمكن اعتباره ممارسات جيدة في صناعتنا.
علاوة على ذلك فقد كنا أول شركة في الشرق الأوسط تنضم لهذه المبادرة، وأول شركة يحصل موقعها على شهادة، وفقاً لمعايير الأداء في المبادرة، كما حصلت شركة تعدين البوكسيت في غينيا التابعة لنا، في وقت سابق من هذا العام، على أول شهادة موقع، تقدمها المبادرة في أفريقيا. وأوضح: بهدف تقليل انبعاثات الكربون، الذي نعتبره تحدياً أساسياً تواجهه الأجيال.
فقد أبرمنا مبادرة استراتيجية مع شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة»، و«دبي القابضة» وشركة مياه وكهرباء الإمارات، تهدف للتخلص من محطات توليد الطاقة، التي تعمل بالغاز الطبيعي.
وتوريد الكهرباء من الشبكة بدلاً من الغاز، وهو ما سيوفر نسباً متزايدة من الطاقة النظيفة، وننظر إلى هذه الاتفاقية على أنها فرصة كبيرة لتخفيف انبعاثات الكربون من عمليات الشركة، وخفض كثافة الكربون في الطاقة، التي نستخدمها.
وتابع: لدينا في الشركة طموح جريء بترسيخ الاستدامة في كل ما نقوم به، وتعتبر هذه الرؤية جزءاً من سعينا، لنكون رواد الاستدامة في قطاع صناعة الألمنيوم العالمية بحلول 2030، وأن نحقق محايدة الكربون في عمليات إنتاج الألمنيوم، وعبر كل سلاسل التوريد الخاصة بنا بحلول 2050، بما يتماشى مع المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050 لدولة الإمارات.
إنجازات
وحول الإنجازات، التي حققتها الشركة في مجال الاستدامة، قال سلمان عبدالله: إن إنتاج الألمنيوم هو عملية كثيفة الاستخدام للطاقة، وتصنف صناعة الألمنيوم من القطاعات الحيوية، «التي لا يمكن الاستغناء عنها»، إلى جانب قطاعات أخرى مثل الشحن والطيران والأسمنت، فيما يعزو نحو 60% من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في صناعة الألمنيوم العالمية، والبالغ سنوياً 1.1 مليار طن إلى توليد الكهرباء.
وأضاف: لهذا السبب وعلى مدار ما يقرب من 30 عاماً التزمت الشركة بالبحث عن تقنيات جديدة، والاستثمار فيها، لتحسين كفاءة عمليات صهر الألمنيوم، وقمنا منذ التسعينيات باستخدام تقنياتنا الخاصة، خلال عمليات توسعة المصاهر كافة.
كما أعدنا تحديث كل خطوط الإنتاج القديمة، لضمان كفاءة توليد الكهرباء، ونتيجة لجهودنا انخفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الشركة 38% مقارنة مع متوسط الكربون، الذي تنتجه الصناعة لعام 2019.
وأوضح أن تخفيف انبعاثات الكربون هي عملية مستمرة، ونحن نبحث باستمرار عن طرق جديدة ومبتكرة، لتقليل بصمتنا الكربونية، وفي العام الماضي أصبحنا أول شركة في العالم تنتج الألمنيوم تجارياً باستخدام الطاقة الشمسية، ما يقلل بشكل كبير من الانبعاثات المرتبطة بصهر الألمنيوم، ونقوم بتسويق هذا المعدن باسم ترويجي هو «سيليستيال»، وقد أنتجنا في العام الماضي حوالي 57 ألف طن من هذا المنتج لعملائنا، بما في ذلك مجموعة «بي إم دبليو»، التي تعتبر أكبر عملائنا لهذا المعدن، وكذلك «مرسيدس بنز».
واعتبر انتاج سيليستيال والألمنيوم المعاد تدويره وغيره من المعادن منخفضة الكربون محورياً لمستقبل مستدام لكوكب الأرض، مضيفاً: تعد الإمارات العالمية للألمنيوم اليوم واحدة من بين 67 شركة عالمية في مجموعة «تحالف فيرست موفرز»، التي تهدف إلى تعزيز الطلب على التقنيات النظيفة الناشئة وتوسيع نطاقها، من خلال خلق أسواق لتلك التقنيات عبر القطاعات، التي «لا يمكن الاستغناء عنها».
وقد قدمنا التزامات طموحة- إلى جانب شركات مثل «آبل» و«جنرال موتورز» و«أمازون» و«بوينج» و«مايكروسوفت»- من شأنها أن تساعد في تسريع انتقال صناعة الألمنيوم في العالم إلى عمليات أكثر استدامة.
اقتصاد دائري
وقال سلمان عبدالله: نعمل باستمرار لإيجاد حلول تدعم تطوير الاقتصاد الدائري في الإمارات، وقمنا على مدار أكثر من عِقد من الزمان، بالتعاون مع الصناعات الأخرى في الدولة، من أجل إيجاد استخدامات وحلول مفيدة للمواد الثانوية الناجمة عن عمليات تصنيع الألمنيوم تساعد في تطوير الاقتصاد الدائري.
وأضاف: نسعى باستمرار لإيجاد طرق جديدة لتصنيع الألمنيوم، ومن أبرز تلك الطرق إعادة تدوير الألمنيوم، ولتوضيح أهمية تلك الطريقة يمكنك على سبيل المثال صنع 20 علبة جديدة من مادة معاد تدويرها، مستخدماً كمية الطاقة نفسها، التي تحتاج إليها لصنع علبة واحدة جديدة.
لذلك نقوم حالياً ببناء منشأة لإعادة تدوير الألمنيوم بطاقة تصل إلى 150000 طن سنوياً من الألمنيوم الخام، والتي من المقرر أن تكون الأكبر من نوعها في الإمارات.
وستعمل المنشأة على إعادة تدوير خردة الألمنيوم المستهلكة، وتحويلها إلى أسطوانات عالية الجودة ومنخفضة الكربون، وستحصل الشركة على خردة الألمنيوم اللازمة لتشغيل مصنع إعادة التدوير بشكل أساسي من الإمارات والمنطقة المحيطة.
حيث إن أكثر من نصف خردة الألمنيوم الناتجة في دول مجلس التعاون الخليجي يتم حالياً التخلص منها أو تصديرها، لذلك سيكون للألمنيوم المعاد تدويره تأثيره الإيجابي والفوري، وفي يناير 2023 أطلقنا «تحالف الإمارات لإعادة تدوير الألمنيوم»، الذي يضم كبرى شركات إنتاج المشروبات ومصنعي العلب المعدنية وشركات إدارة النفايات، بهدف إحداث تغيير تدريجي في عمليات إعادة تدوير الألمنيوم في الإمارات.
تعاون
وقال: من حيث إنتاج الطاقة نقوم حالياً كذلك، بالتعاون مع كلية الهندسة في الجامعة الأمريكية بالشارقة، لإجراء أبحاث حول الإسهامات الاقتصادية والبيئية لتحسين التربة المصنعة من بقايا البوكسيت، وتحويل النفايات إلى طاقة بالاعتماد على نفايات الطعام. وأضاف: تنتج صناعة الألمنيوم كل عام نحو 150 مليون طن من بقايا البوكسيت في العالم، ولا يتم إعادة استخدام سوى أقل من 2% منها حالياً.
لذلك أعلنا في العام الماضي عزمنا بناء منشأة تجريبية لتحويل بقايا البوكسيت إلى تربة، يمكن استخدامها في أغراض التشجير، وغيرها من الاستخدامات المفيدة، وتعد هذه المنشأة التجريبية الأولى من نوعها في العالم، ويأتي إنشاؤها بعد 5 سنوات من التعاون في مجال البحث والتطوير بين الإمارات العالمية للألمنيوم، وكلية الزراعة والعلوم الغذائية بجامعة كوينزلاند.
ونعمل حالياً على تطوير استخدامات مفيدة لبقايا البوكسيت، التي تعد إحدى المواد الثانوية الناتجة عن تكرير الألومينا، الذي بدأنا إنتاجه في الإمارات في 2019، كما قمنا بداية العام الحالي بتوريد 203 آلاف طن من النفايات لإعادة استخدامها كمواد خام في الصناعات الأخرى.